عندما يحتار الصحافي بين مصطلحي "الشهيد" و"القتيل"
بقلم حسام عزالدين:
قد يكون الجدل حول إطلاق مصطلح " الشهيد" في وسائل الاعلام المحلية على الذي يقتل بفعل الة القتل الاسرائيلية دار اكثر من مرة خلال نقاشات اعلامية هامشية او حتى رسمية ، سواء على الصعيد الإعلامي المحلي أو على صعيد النقاشات ما بين إعلاميين محليين وأجانب، حيث دار الجدل على محورين:
- الاول: ان الاعلام المحلي، الذي يستند بالاساس على الثقافة المحلية السائدة، والتي تقوم اساسا على الدين الاسلامي تعتبر ان من قتل بفعل الة العدو، هو " شهيد".
فلا تستطيع أي وسيلة اعلام محلية ان تطلق مصطلح " قتيل" على ما يسقط برصاص الاحتلال او بأي اداة من ادواته.
- الثاني: يقف الى جانب استخدام مصطلح " قتيل" حتى ولو سقط بالة القتل الاسرائيلية، على اعتبار ان المهنية الصحافية تقول انه وطالما هناك قاتل فيجب ان يكون قتيل، والقتل يعني الموت في النهاية، واما الشهادة فلا يمنحها الى الله سبحانه وتعالي، وليس بمجرد ان استخدم مصطلح شهيد اصبح القتيل شهيدا.
وفي حادثة قلقيلية المؤسفة، وقع الصحافي الفلسطيني في حيرة جديدة من نوعها، فالذين لقوا حتفهم قتلهم رصاص فلسطيني متبادل، فعلى من سيطلق مصطلح " الشهيد" وعلى من يطلق مصطلح " القتيل".
صحيفتا الايام والقدس تمكنتا من الخروج من هذه المعضلة، بان استخدمت القدس مصطلح " ضحايا" والايام " مواطنون سقطوا"، لكن الحياة عبرت في مانشيتها الرئيسي امس عن حقيقة الازمة التي لم تعشها صحيفة الحياة وحدها، بل عاشها صحافيون فلسطينيون كثر يعملون لدى وسائل اعلام محلية.
فقد استخدمت الحياة المانشيت التالي " استشهاد 3 من قوى الامن ومقتل مسلحين من حماس ومواطن في اشتباك قلقيلية".
وقد يكون لدى الصحيفة مبرر لاستخدام هذه العنوان، كونها صحيفة رسمية تتلقى تمويلها من السلطة الوطنية، خاصة وان رئيس السلطة الوطنية نعى شهداء الامن الوطني الثلاثة، وعبر عن اسفه للحادثة بمجملها، لكن لا يوجد أي مبرر يدفعنا لاغفال ان الستة هم ضحايا لخلافات ليسوا طرفا اساسيا فيها، خاصة صاحب المنزل الذي صنفته الحياة من فئة القتلى.
وبالمقابل، خرجت مواقع الكترونية تصف احد رجال الامن الذي قضى في تلك الليلة بمصطلح اعلامي جديد " الهالك"، وكأننا نعيش سنوات الاوس والخزرج.
فان كان ولا بد من نقل المصطلحات والتصنيفات للضحايا، التي تخرج عن القادة السياسيين، فلتخرج على صفحات الصحف والمواقع الالكترونية، ولكن على لسان مطلق هذه المصطلحات، لا ان تتبنى وسيلة الاعلام المصطلح الذي يطلقه فلان او علان، وكأنه خارج عنها.
وعودة الى المهنية الاعلامية. فلو اعتمدت وسائل الاعلام المحلية المهنية والموضوعية في عملها لما وقعت في أي ازمة من هذا القبيل، بمعنى ان تتم تسمية الامور بمسمياتها، فالوفاة هي وفاة، والموت هو الموت، والقتل هو القتل، وليترك موضوع الشهادة الى رب العالمين كونه هو الذي يمنح الشهادة لمن يستحقها، وليس القائد الفلاني او العلاني.
والابتعاد عن المهنية، تحت مسمى الوطنية، هو ما سيواصل ايقاع الاعلام المحلي في ازمات عديدة، وليست حادثة قلقيلية الا واحدة منها، والابتعاد عن المهنية سيبقي إعلامنا المحلي ليس مشاركا في أزمة الانقسام الداخلي فقط، بل مفتعلا لها.
فعلي سبيل المثال، لم يظهر في وسائل الإعلام المحلية، أي تقرير او خبر عن كيف ان هؤلاء المسلحين سكنوا لديه في منزله، ومن هي تلك المرأة ( زوجة صاحب المنزل) ما اسمها وكم عمرها، وأضحت للأسف في إعلامنا المحلي كأنها سقطت من المريخ.
ومن هم هؤلاء الضحايا الستة الذين سقطوا في تلك الليلة، هل كانوا متزوجين وماذا تقول اسرهم عن تلك الواقعة.
كل هذا لم يظهر في الاعلام المحلي، وتراكضت وسائل الاعلام لنقل الاتهامات المتبادلة، وكأنها تقول " لنبدأ المعركة ولنشعلها من جديد".
بقلم حسام عزالدين:
قد يكون الجدل حول إطلاق مصطلح " الشهيد" في وسائل الاعلام المحلية على الذي يقتل بفعل الة القتل الاسرائيلية دار اكثر من مرة خلال نقاشات اعلامية هامشية او حتى رسمية ، سواء على الصعيد الإعلامي المحلي أو على صعيد النقاشات ما بين إعلاميين محليين وأجانب، حيث دار الجدل على محورين:
- الاول: ان الاعلام المحلي، الذي يستند بالاساس على الثقافة المحلية السائدة، والتي تقوم اساسا على الدين الاسلامي تعتبر ان من قتل بفعل الة العدو، هو " شهيد".
فلا تستطيع أي وسيلة اعلام محلية ان تطلق مصطلح " قتيل" على ما يسقط برصاص الاحتلال او بأي اداة من ادواته.
- الثاني: يقف الى جانب استخدام مصطلح " قتيل" حتى ولو سقط بالة القتل الاسرائيلية، على اعتبار ان المهنية الصحافية تقول انه وطالما هناك قاتل فيجب ان يكون قتيل، والقتل يعني الموت في النهاية، واما الشهادة فلا يمنحها الى الله سبحانه وتعالي، وليس بمجرد ان استخدم مصطلح شهيد اصبح القتيل شهيدا.
وفي حادثة قلقيلية المؤسفة، وقع الصحافي الفلسطيني في حيرة جديدة من نوعها، فالذين لقوا حتفهم قتلهم رصاص فلسطيني متبادل، فعلى من سيطلق مصطلح " الشهيد" وعلى من يطلق مصطلح " القتيل".
صحيفتا الايام والقدس تمكنتا من الخروج من هذه المعضلة، بان استخدمت القدس مصطلح " ضحايا" والايام " مواطنون سقطوا"، لكن الحياة عبرت في مانشيتها الرئيسي امس عن حقيقة الازمة التي لم تعشها صحيفة الحياة وحدها، بل عاشها صحافيون فلسطينيون كثر يعملون لدى وسائل اعلام محلية.
فقد استخدمت الحياة المانشيت التالي " استشهاد 3 من قوى الامن ومقتل مسلحين من حماس ومواطن في اشتباك قلقيلية".
وقد يكون لدى الصحيفة مبرر لاستخدام هذه العنوان، كونها صحيفة رسمية تتلقى تمويلها من السلطة الوطنية، خاصة وان رئيس السلطة الوطنية نعى شهداء الامن الوطني الثلاثة، وعبر عن اسفه للحادثة بمجملها، لكن لا يوجد أي مبرر يدفعنا لاغفال ان الستة هم ضحايا لخلافات ليسوا طرفا اساسيا فيها، خاصة صاحب المنزل الذي صنفته الحياة من فئة القتلى.
وبالمقابل، خرجت مواقع الكترونية تصف احد رجال الامن الذي قضى في تلك الليلة بمصطلح اعلامي جديد " الهالك"، وكأننا نعيش سنوات الاوس والخزرج.
فان كان ولا بد من نقل المصطلحات والتصنيفات للضحايا، التي تخرج عن القادة السياسيين، فلتخرج على صفحات الصحف والمواقع الالكترونية، ولكن على لسان مطلق هذه المصطلحات، لا ان تتبنى وسيلة الاعلام المصطلح الذي يطلقه فلان او علان، وكأنه خارج عنها.
وعودة الى المهنية الاعلامية. فلو اعتمدت وسائل الاعلام المحلية المهنية والموضوعية في عملها لما وقعت في أي ازمة من هذا القبيل، بمعنى ان تتم تسمية الامور بمسمياتها، فالوفاة هي وفاة، والموت هو الموت، والقتل هو القتل، وليترك موضوع الشهادة الى رب العالمين كونه هو الذي يمنح الشهادة لمن يستحقها، وليس القائد الفلاني او العلاني.
والابتعاد عن المهنية، تحت مسمى الوطنية، هو ما سيواصل ايقاع الاعلام المحلي في ازمات عديدة، وليست حادثة قلقيلية الا واحدة منها، والابتعاد عن المهنية سيبقي إعلامنا المحلي ليس مشاركا في أزمة الانقسام الداخلي فقط، بل مفتعلا لها.
فعلي سبيل المثال، لم يظهر في وسائل الإعلام المحلية، أي تقرير او خبر عن كيف ان هؤلاء المسلحين سكنوا لديه في منزله، ومن هي تلك المرأة ( زوجة صاحب المنزل) ما اسمها وكم عمرها، وأضحت للأسف في إعلامنا المحلي كأنها سقطت من المريخ.
ومن هم هؤلاء الضحايا الستة الذين سقطوا في تلك الليلة، هل كانوا متزوجين وماذا تقول اسرهم عن تلك الواقعة.
كل هذا لم يظهر في الاعلام المحلي، وتراكضت وسائل الاعلام لنقل الاتهامات المتبادلة، وكأنها تقول " لنبدأ المعركة ولنشعلها من جديد".